_
 
مفتي جمهورية مصر العربيه: الذكر الجماعي ومدح الرسول مشروع وسنة ثابتة
1602/2011

أكد مفتي الجمهورية فضيلة الدكتور علي جمعة إن الذكر الجماعي أمر مشروع ولا شئ فيه وان مدح النبي صلى الله عليه وآله وسلم عمل مطلوب وممدوح شرعا وهو سنة ثابتة منقولة بالتواتر أخذها الخلف عن السلف على أن يكون في إطار الحد الذي وضعه النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قوله " لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم " يقصد في اتخاذهم إياه ولداً لله أو إلهاً معه فالرب رب والعبد عبد وهناك فارق بين المخلوق والخالق .

وأضاف أنه إذا ما عرف المسلم تلك الثوابت فليمدح بعد ذلك كما يشاء وليعلم أن كل غلو هو في حقيقته تقصير لأنه لا يحيط بصفاته وشمائله صلى الله عليه وآله وسلم إلا الذي خلقه سبحانه وتعالى ولا يبلغ المادحون في مدحه صلى الله عليه وآله وسلم إلا على قدر ما يفهمونه من ذلك لا على قدره عليه الصلاة والسلام .كما أن المدائح النبوية كانت ومازالت تحبب الناس في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عبر العصور وترغبهم في إتباع سنته والإقتداء بشمائله الشريفة وسجاياه الكريمة التي تنير القلوب وتنشرح بها الصدور وتزكو النفوس .وأوضح أن هذه السنة من السنن المهجورة عند كثير من المسلمين نسأل الله تعالى أن يحييها في الأمة كما كان يفعل السلف الصالح .

ووصف الدكتور علي جمعة مدح الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم بأنه من أعظم الطاعات تقرباً إلى الله تعالى ’كما ان المدح والذكر من أعظم ما يثبت حب الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم في القلوب وقد وردت أحاديث كثيرة بأنه لا أحد أحب إليه المدح من الله تعالى .

 وفي حديث الأسود بن سريع رضي الله عنه أنه قال قلت : "يا رسول الله مدحت الله تعالى بمدحه ومدحتك بمدحك " قال هات وابدأ بمدحه الله تعالى , وقد سمع مدحه بأذنه من حسان بن ثابت وعمه العباس و أنس بن مالك وعبد الله بن رواحة وزهير وغيرهم ولم ينكر أحد ذلك كما تغنى المتغنون بين يديه بمدحه فرادى وجماعات عند استقبال الأنصار له ولم يرد إنكار لهذا الأمر وأشار فضيلة المفتي إلى أن معظم الآيات القرآنية التي أمرت بالذكر جاء الأمر الإلهي فيها بصيغة الجمع كقوله تعالى " فاذكروني اذكركم" وقوله تعالى "فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم " وقوله تعالى " والذاكرين الله كثيرا ً والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجراً عظيماً "وقوله تعالى " يأيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً وسبحوه بكرة وأصيلاً" إلى غير ذلك من الآيات الدالة على مشروعية الاجتماع على ذكر الله تعالى ودعائه. وقال أن هناك من الأحاديث النبوية الشريفة الدالة على ذلك فعن أبي هريرة وأبي سعيد رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " لا يقعد قوم يذكرون الله عز وجل إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده " وعن انس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :ما من قوم اجتمعوا يذكرون الله لا يريدون بذلك إلا وجهه إلا نادهم مناد من السماء أن قوموا مغفور لكم قد بدلت سيئاتكم حسنات " ، كما أوضح أنه يوجد الكثير من الأحاديث الدالة على مشروعية الاجتماع على الذكر على ذلك فإن القول بأن هذا النوع من الذكر بدعة، هو نفسه بدعة مذمومة إذ من البدعة تضييق ما وسع الله والرسول صلى الله عليه وآله وسلم ’وعلى ذلك فإن الذكر في الجمع أرجى للقبول وأيقظ للقلب واجمع للهمة وأدعى للتضرع بين يدي الله تعالى.

 

عداد الزوار