_
 
في حديثه عن الآثار الإسلامية في المدينة المنورة
2411/2010

الشيخ عبد العزيز بوطيبان : فيها ثلاثون موضعا يعرفها أهلها وسبعة آثار من آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم

لا يزال حجاج بيت الله يزورون المشاهد والآثار النبوية في المدينة المنورة فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم انه زار أهل البقيع واتي قباء ماشيا أو راكبا وزار شهداء احد وحث على زيارة قبره الشريف والصلاة في مسجده ، فالنبي صلى الله عليه وسلم هو أول من حث على المحافظة على آثار المدينة . فمن سعى إلى الحفاظ على آثار المدينة المنورة فد أحيا سنته صلى الله عليه وسلم : فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما :" نهى رسول الله عن آطام المدينة أن تهدم ، قال في مجمع الزوائد رواه البزاز عن الحسن ورواه الطحاوي في شرح معاني الآثار وحسنه الحافظ بن حجر . وفي رواية :" لا تهدموا الآطام فإنها زينة المدينة ، رواه الطحاوي وانظر إلى التمهيد لابن عد البر ، وثبوت هذه المواقع والآثار النبوية ظاهر في كتب السنة ،وقد جمع جلها المحدث ابن شبة في كتابه " تاريخ المدينة المنورة " وفي رواية المحدث بن شبه في المحافظة على المساجد " بأن عمر بن عبد العزيز أعاد ترميمها وبناءها بالحجر المنقوش في ولايته ولم يعترض عليه أحد من علماء ذلك العصر ( ومنهم فقهاء المدينة السبعة ، والإمام مالك وتلاميذه ) 10 هـ للدكتور عمر عبد الله كامل عن كتاب ( لا ذرائع لهدم آثار النبوة ) وقد ذكر العلامة المحقق بن حجر الهيمني في " تحفة الزوار " الباب الرابع المقام المدينة المشرفة.

المساجد المأثورة : وأما زيارة المساجد المأثورة فأنه ورد فيها أحاديث كثيرة مشهوره ولنبدأ بمسجده صلى الله عليه وسلم فإنه أول مسجد أسس على التقوى كما قال الله تعالى : " لمسجد أسس على التقوى من أول يوم " التوبة 8 .

 روي في صحيح مسلم عن أبي سعيد ألخدري أنه قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت عند بعض نسائه فقلت يا رسول الله أي المسجدين أسس على التقوى فأخذ كفاً من حصباء فضرب به الأرض ثم قال : "هو مسجدكم هذا مسجد المدينة " وقيل إنه (مسجد قباء ) ولهذا يكون أول ما يستحب للزائر فيه كما تقدم إلا إنه صلى الله عليه وسلم قال : صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما رواه البخاري

مسجد قباء

 روي عن ابن عمر رضي عنهما إنه قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزور قباء أو يأتي قباء راكبا ً أو ماشياً ويصلي فيه ركعتين " وفي رواية كل سبت وفي رواية أخرى كل يوم اثنين وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : " الصلاة في مسجد قباء كعمرة " رواه الترمذي وبن ماجه وحلف عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالله لو كان مسجدنا هذا بطرف من الأطراف لضربن إليه أكباد الإبل وروي عن أنس مثله إلا إنه قال :" لو كان على مسيرة شهر كان أهلاً أن يؤتى " مسجد الجمعة : مسجد الفضيخ ، مسجد الإجابة ، مسجد سلمان الفارسي ، مسجد أبي بكر ، مسجد القبلتين الخ أ هـ ( ص 74 ) ( أئمة وعلماء المذاهب في المحافظة على آثار النبوة وزيارتها )

 1- عند الشافعية 

 قال : الإمام النووي رحمه الله في المجموع : يستحب أن يزور المشاهد التي بالمدينة وهي ثلاثون موضعا يعرفها أهل المدينة فيقصد ما قدر منها وكذلك يأتي الآبار التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ أو يغتسل وهي سبع أبار فيتوضأ منها ويشرب أ هـ - 8/ 259 .

 2- عند الحنابلة

قال العلامة محقق مذهب الحنابلة الإمام مرعي بن يوسف ألكرمي الحنبلي في غاية المنتهى ، وسن زيارة مشاهد المدينة المنورة والبقيع وأزواجه صلى الله عليه وسلم وزيارة شهداء أحد 10 هـ 1/ 419 وقد روي الخلال في كتاب السنة ، قال ألسندي ألخواتمي سألنا أبا عبد الله ( أحمد بن حنبل ) عن الرجل يأتي هذه المشاهد ما ترى في ذلك ؟ قال أما حديث بن أم مكتوم أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي في بيته حتى أتخذه مصلى وعلى ما كان يفعله بن عمر يتتبع مواضع النبي صلى الله عليه وسلم فليس بذلك بأس 10 ( لا ذرائع لهدم آثار النبوة ) ص 20

 3- عند المالكية

قال : القاضي عياض رحمه الله في " الشفا بتعريف حقوق المصطفى " ، ومن إعظامه وإكباره إعظام جميع أسباب وإكرام مشاهد وأمكنته من مكة والمدينة ومعاهده وما لمسه عليه السلام أو عرف به ، وجدير لمواطن عمرت بالوحي والتنزيل وتردد به جبريل وميكائيل وعرجت به الملائكة والروح وضجت عرصاتها بالتقديس والتسبيح واشتمل تربتها على جسد سيد البشر وانتشر عنها من دين الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ما انتشر " إلى أن قال : وأول أرض مس جلد المصطفى ترابها أن تعظم عرصاتها وتتنسم نفحاتها وتقبل ربوعها وجدرانها . يا دار خير المرسلين ومن به هدى الأنام وخص بالآيات عندي لأجلك لوعة وصبابة وتشوق متوقد الجمرات وعلى عهد إن ملأت محاجري من تلكم الجدران والعرصات . لأعفرن مصون شيبي بينها من كثرت التقبيل والرشفات لولا العوادي والأعادي زرتها أبداً ولو سحب على الوجنات ولهذا كان مالك رحمه الله لا يركب للمدينة دابة وكان يقول استحي من الله تربة فيها رسول الله بحافر دابة . وقد أفتى مالك فيمن قال : تربة المدينة رديئة يضرب ثلاثين درة وأمر بحبسه وكان له قدر وقال : ما أحوجه لضرب عنقه ، تربة دفن فيه خير البشر صلى الله عليه وسلم ، يزعم غنها غير طيبة ص 275 وفي زيارة قبره عليه السلام قال : هي سنة من سنن المسلمين مجمع عليها وفضيلة مرغب فيها ، روي عن ابن عمر رضي الله عنهما انه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم " من زار قبري وجبت له شفاعتي " ص 296 ، 10 هـ

4-عند الأحناف

 قال الإمام كمال بن الهمام رحمه الله في فتح القدير آخر الكلام على الحجج . المقصود الثالث من زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم قال: مشايخنا رحمهم الله تعالى : من أفضل المندوبات إلى أنه قال بعد كلام طويل ويستحب أن يخرج كل يوم إلى البقيع بقيع الغرقد فيزور القبور التي بها خصوصاً يوم الجمعة ويسلم ويدعو لهم حيث قبور الصحابة وآل البيت رضي الله عنهم ( وقد ذكرهم بالتفصيل ) ويأتي أحداً يوم الخميس فيزور قبور شهداء أحد ويبدأ بقبر حمزة عم النبي صلى الله عليه وسلم ويزور جبل أحد نفسه ففي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "أحد جبل يحبنا ونحبه " ويأتي في قباء بئر أريس فيتوضأ ويشرب ويزور مسجد الفتح فيركع فيه ويدعو ، روى جابر " إنه صلى الله عليه وسلم دعا فيه ثلاث أيام على الأحزاب . الحديث إلى أن قال ويقال أن جميع المساجد والمشاهد المفضلة بالمدينة ثلاثون ويقصد الآبار التي كان صلى الله عليه وسلم يتوضأ منها ويشرب وهي سبعة والله أعلم 10 هـ ( شواهد الحق ) لنبهاني ص 78 و صلى الله على سيدنا محمد وأله وصحبه وسلم

 

عداد الزوار