_
 
لاسرور ولا فرح في عاشوراء
1612/2010
نشرت جريدة النهار الكويتيه مقالا للسيد يوسف الرفاعي في عددها رقم 1122 والصادر يوم الخميس تاريخ 16/12/2010، حيث وضح فيها السيد يوسف الرفاعي رأيه حول ماقام به مركز " وذكر " من توزيع منشورات بمناسبة يوم عاشوراء العاشر من شهر محرم الحرام التي يدعو الناس فيها بجانب الصوم المسنون الى «ابداء الفرح والسرور»

 

 

 

لاسرور ولا فرح في عاشوراء

 بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه الكرام ومن والاه وبعد:

 فقد اطلعت على ما اصدره ووزعه مركز «وذكر» من منشورات بمناسبة يوم عاشوراء العاشر من شهر محرم الحرام التي يدعو الناس فيها بجانب الصوم المسنون الى «ابداء الفرح والسرور» في ذلك اليوم الذي قتل فيه شهيدا مظلوما سبط رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» الامام الحسين رضي الله تعالى عنه واكرم نزله ومثواه ومن استشهد معه من اهل بيته وانصاره الكرام في معركة الطف بكربلاء حوالي سنة 60 من الهجرة وبهذا الخصوص اجد واجبا علي ان اوضح وابين ما يلي:

 اولا: ان نص حديث الصيام الوارد في البخاري وغيره لم يتضمن ولا يفهم منه ولا يستنبط ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يدعو اصحابه ومن بعدهم المسلمين الى ابداء واظهار السرور والفرح والانس بهذا اليوم ولم يؤثر ذلك عن الصحابة الكرام ومن قال ذلك فقد حمل نص الحديث ما لا يحتمل ونسب الى الرسول «صلى الله عليه وآله وسلم» ما لم يقل وفي هذا العمل من الاثم العظيم ما فيه.

ثانيا: ان السواد الاعظم من المسلمين «اهل السنة والجماعة» خصوصا اتباع المذاهب الاربعة «الشافعية والحنابلة والمالكية والاحناف» اجمعوا على ان الامام الحسين مات شهيدا مظلوما ومن معه ويحملون ابن زياد وابن سعد وجنودهم «المظلمة الكبيرة والاثم العظيم» على تلك الجريمة النكراء التي اغضبت الله تعالى ورسوله وصالح المسلمين وكانت نقطة سوداء في تاريخ المسلمين واعتبروا يزيد بن معاوية ظالما طاغيا هو وجنوده وجلاوزته وقد قام المسلمون جميعا بعد ذلك بالاقتصاص منهم فردا فردا وقتلهم، وقد كانت تلك المأساة المفجعة التي حصلت في كربلاء «السبب الرئيس في سخط الله وفي سرعة زوال الدولة الاموية التي لم تعمر الا قليلا بعد ذلك تسعين سنة تقريبا»، وقد حفلت كتب اهل السنة والجماعة بما يثبت ويجلي موقفهم المستنكر لهذه المأساة والغاضب عليها.

 وفي كتاب الامام «الشبلنجي، الشافعي المصري رحمه الله تعالى عن اهل البيت» ما يشفي الغليل ويوضح الدليل على ذلك ومعروف كذلك رأي الامام احمد بن حنبل في تكفير واستنكار عمل من اقروا وقاموا وشاركوا بتلك الجريمة النكراء والمأساة الأليمة التي لانزال ندفع ثمنها حتى اليوم.

 ثالثا: اني وجمهور الاسرة الرفاعية في الكويت وخارجها، نبرأ ونشجب ولا نقبل بابداء السرور والفرح في هذا اليوم «عاشورا» ذكرى استشهاد «جدنا الامام الحسين» بل يعتصر قلبنا الما وحزنا لذكراها وما نال اهلنا اهل البيت الكرام فيها ونترحم عليهم ونحتسبهم عندالله تعالى مع الشهداء الاخيار، غير اننا لا نلطم خدا ولا نشق جيبا امتثالا لما امرنا به ربنا الله تعالى ورسوله جدنا وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونقول «انا لله وانا اليه راجعون» والله اكبر ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، ولنتذكر قوله تعالى «قل لا اسألكم عليه اجراً الا المودة في القربى» وقوله صلى الله عليه وآله وسلم احبوا الله لما يغذوكم به من نعمة واحبوني بحب الله واحبوا آل بيتي بحبي وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

 بقلم السيد يوسف هاشم الرفاعي

 

عداد الزوار